كنت أبحث في الإرشيف الخاص فوجدت هذا الموضوع وهو بالأصل مشاركة لمادة التعبير ـ أيام زمان ـ
كتبته زميلتي ـ كانت تلقب نفسها بجروح ـ فوجدته مناسبا أن يلقى بالاذاعه في اسبوع المعلم ....
لك معلمتي...
أتيتك خائفة ... حزينة ...حائرة ...
أحمل في كفي حقيبة أحزان نسجتها من الأيام ..دمعة على وجنتي وأخرى تسكن عيني ..
وفي قلبي بقايا جرح ..
كانت نظراتي خائفة ..مضطربة ، عيناي تحدق في أفق مجهول ..وعقلي لا يتوقف عن التفكير
الطويل ..جئتك أبحث بين أمواجك عن أنشودة جميلة تعيد السعادة لقلبي الحزين ..
جئتك لأغوص في أعماقك ..لأستخرج نصيحة بليغة من خير مجرب للحياة ..
أخذت مكاني فوق تلك الصخور المتراصة على شاطئك الجميل ..أتتك أمواج متلاطمة لا تعرف
السكون ..فوجدتك مثالا رائعا ..وجدتك عقلية فذة درة نادرة .. وجدتك شعلة أضاءت
وتضيء وستضيء للتائهين الأمل في دروب الحياة المعتمة ..حينها ينوب القلم ليسطر ما في الوجدان
وما يدور في الخلد ..وما يعجز عنه اللسان ..
معلمتي ..ولن اكتفي بمعلمتي وأستاذتي بل أخيتي وقاموس حياتي الذي أبحث فيه عن الكلمات
الصعبة ..معلمتي ..ربما احتاج في مثل هذا الزمان إلى قلب لا يضيق بي ذرعا إذا أختبأت
بين زواياه..!! طالما بحثت في سجلات تجارب من تخطو عتبة الزمن كي أوقضها وأشعلها
لكي اقتبس منها ما أستطيع ثم أطرحها على بساط الحياة مع أحبتي ..
لك مشاعري كالبركان ..تقذف كل مابداخلها ..لعلها تفي ببضع حقك علي لك اكتب ولكن
ماذا أكتب ضاعت مني الكلمات وتنحى القلم عن القيادة لأنه سوف يعجز عن ترجمة مافي القلب
ولكن ..سأكتب مافي الخلد دون مبالغة أومجاملة أو تنميق أوتنسيق ..؟!
معلمتي وقدوتي بعد رسول الله ..منك تعلمت أنه عندما تنكسر أجنحة الأمل لتهوي فيتعفر ريشها
الزاهي بالتراب ..عندما تستبدل الإبتسامة إلى عبرة تدمي مهج القلوب ..عندما تندفع شهقات
مكبوتة من قلب مخلوع ..عندما يعجز العقل وتقل الحيلة ..أن لا أنسى أن هناك يدا حانية تمسح
على رأسي وتطمئن فؤادي ليستقيم النبض وأنني سأجد نصرا ومخرجا وفرجا ..إذا ابتهلت بالدعاء
وأن لا أنسى رحمة الله ..وأن لا أنسى رأفئة ..وأن أتكل على الله ..منك تعلمت أن لاأنظر
إلى الوراء أبدا ..بل أتقدم إلى الأمام ..منك تعلمت أنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ..
منك تعلمت أن اكتب على واجهة قلبي رسالة تقول في البداية والنهاية ..
(إن مايحدث لي يكون نقطة بداية ..وأن أفتح صفحة بيضاء نقية أكتب فيها جميع لحظات
السعادة في حياتي )
معلمتي ..لك مني الدعاء ..سأظل مدينة لك في حياتي المقبلة ومستقبلي المجهول ..
ستظل عباراتك تنسج في قلبي خيطا تلو خيط لتكون شبكة ..لتكون مني معلمة ناجحة بإذن الله
معلمة رفعت راية الحلم والصبر ومحبة الآخرين ..وجعلت ابتسامتها تاجا وإكليلا تتوج فيه هامتها
طالبتك وسأظل طالبتك مهما طال الزمن